Fourni par Blogger.


dimanche 25 janvier 2015

القصرين تحاكي عراقة التاريخ

بواسطة : Unknown 04:23

تقع القصرين أو « سيليوم » قديما في وسط البلاد التونسية بمنطقة السّباسب الممتدة التى كانت لعهود طويلة مجالا للقبائل الرحل الذين كانوا يختارون اماكن اقامتهم بحسب الفصول متنقلين بين سهول الشمال وواحات الجنوب، وتبعد عن العاصمة نحو 198 كلم فيما تعود تسميتها بالقصرين لوجود ضريحين أثريين قائمين إلى اليوم شاهدين على عراقة المدينة البيزنطية.

وتنفرد ولاية القصرين بمخزون أثري يمثل أكثر من 25 % من المخزون الأثري الوطني أين توجد مواقع رومانية مثل سفيطلة، أميدرة، السليوم ، تلابت.. مؤرخة لحضارات إنسانية متنوعة.
فمدينة « سبيطلة » إحدى أكبر المدن في العصر الروماني وفقد شكلت عاصمة عندما قام الأمير البيزنطي « غريغوار » بالانشقاق عن مدينة القسطنطينية إلا أن هذا الاستقلال لم يدم طويلا إثر انهزام هذا الأمير امام جيوش الفتح الاسلامي في العام الموالي أي سنة 647 ميلادي بعد ان وقعت أمام المدينة معركة كبيرة انقضى على اثرها الوجود البيزنطي في تونس.
وتحوي المدينة على عدد هام من المعالم أهمها « الفوروم » بقوسه المهيب و ساحته المعبدة و « الكابتول » المبني بالحجارة الصفراء المكون من ثلاث معابد متلاصقة معدا لآلهة رومانية وهذا الشكل من المعابد فريد في العهد الروماني.
أما في مدينة « حيدرة » فتجد معالم رومانية عديدة أشهرها « قوس النصر » الذي جعله البيزنطيون قلعة كما توجد بها أكبر قلعة بيزنطية في منطقة المغرب العربي، و لا ننس « مائدة يوغرطة » هذه التلّة العارية التي لايمكن الوصول إليها إلاعن طريق سلم محفور في الصخر فقد كانت حسب الحكايات المتواترة المكان الذي اتخذه هذا القائد البربري « يوغرطة » للقيادة متحصنا فيها اثناء حربه ضد روما وهي تطل على المنطقة بأكملها.
كما تمتاز ولاية القصرين بإمكانيات إيكولوجية هامة من أبرزها « محمية الشعانبي » التي تمسح 7000هك والمصنفة عالميا ضمن محميات المحيط الحيوي منذ سنة 1977.
ولتنويع قاعدتها الاقتصادية انطلقت الجهة في توظيف منتوجها الأثري والبيئي في مجال السياحة الثقافية لتشكل حلقة ربط بين سياحة الشواطئ والسواحل وسياحة الواحات والصحراء بالجنوب التونسي خاصة بعد فتح مسلك سياحي يثمن هذا المنتوج ويمتد من « محمية بوهدمة » في سيدي بوزيد إلى المواقع الرومانية بولاية سليانة عبر ولاية القصرين.
كما تشكل كثافة المنتزهات الطبيعية والغابية التي تقارب ربع الثروة الوطنية مجالا لتطوير أنشطة السياحة الأيكولوجية والسياحة الصحية الاستشفائية باعتبار ما تختص به هذه المنطقة من هواء نقي ومياه عذبة إضافة إلى ما توفره منطقة « بولعابة » من مياه حرارية أثبتت الدراسات جدواها في المجال الصحي والاستشفائي التي تهيئ الأرضية الخصبة للمستثمرين.

ضع هنا شفرة الاعلان

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

تابعنا على الفيسبوك

إشترك بالمدونة

تصميم : فكري نجلاوي